کد مطلب:142136 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:232

عبدالله بن یقطر الحمیری (رضیع الحسین)
كـانـت أُمّه حاضنة للحسین كأُمّ قیس بن ذریح للحسن، ولم یكن رضع عندها ولكنّه یسمّی رضیعاً له لحـضـانـة أُمـّه له. وأُمّ الفـضـل بـن العـبّاس لبابة كانت مربیة للحسین علیه السلام ولم ترضعه أیضاً كما صّح فی الأخبار أنّه لم یرضع من غیر ثدی أُمّه فاطمة (صلوات اللّه علیها) وإبهام رسول اللّه صلی الله علیه وآله [1] تارة، وریقه تارة أُخری.

قال ابن حجر فی الإصابة: إنّه كان صحابیّاً لا نّه لدة الحسین علیه السلام [2] .

وقـال أهـل السـیـر: إنـّه سـرحـه الحـسـیـن علیه السلام إلی مـسـلم بـن عـقـیـل بـعـد خـروجه من مكّة فی جواب كتاب مسلم إلی الحسین علیه السلام یسأله القدوم ویخبره باجتماع الناس، فقبض علیه الحصین بن تمیم [3] بالقادسیّة [4] وأرسله إلی عـبـیـداللّه بـن زیـاد فـسـأله عـن حـاله فـلم یـخـبـره، فـقـال له: إصـعـد القـصـر والعـن الكـذّاب بـن الكـذّاب ثـم انـزل حـتـّی أری فـیـك رأیـی، فـصـعـد القـصـر فـلمـّا أشـرف عـلی النـاس قـال: أیـّهـا النـاس، أنـا رسـول الحـسـیـن بـن فـاطـمـة بـنـت رسـول اللّه صلی الله علیه وآله إلیـكـم لتـنـصـروه وتـوازروه عـلی ابـن مرجانة وابن سمیّة الدعیّ ابن الدعیّ، فـأمـر بـه عـبـیـداللّه فـأُلقـی مـن فـوق القصر إلی الأرض فتكسرت عظامه وبقی به رمق، فـأتـاه عـبـدالمـلك بن عمیر اللخمی (قاضی الكوفة وفقیهها) فذبحه بمدیة، فلمّا عیب علیه، قال: إنّی أردت أن أُریحه [5] .


قـالوا: ولمـّا ورد خـبـره وخـبـر مـسـلم وهانی إلی الحسین علیه السلام بزبالة [6] نعاه إلی أصـحـابـه وقـال: (أمـّا بـعـد، فـقـد أتـانـا خـبـر فـظـیـع، قـتـل مـسـلم بـن عـقـیـل وهـانـی بن عروة وعبداللّه بن یقطر، وقد خذلنا شیعتنا) إلی آخر ما ذكرناه آنفاً [7] .

وقـال ابـن قـتـیبة وابن مسكویه: إنّ الذی أرسله الحسین قیس بن مسهّر كما یأتی، وإنّ عبداللّه بـن یـقـطـر بـعـثـه الحـسـیـن علیه السلام مـع مـسـلم، فـلمـّا أن رأی مـسـلم الخـذلان قـبـل أن یـتـم عـلیـه مـا تـمّ بـعـث عبداللّه إلی الحسین یخبره بالأمر الذی انتهی، فقبض علیه الحصین وصار ما صار علیه من الأمر الذی ذكرناه.

(ضبط الغریب)

ممّا وقع فی هذه الترجمة:

(یـقـطـر): بـالیـأ المـثـنـّاة تـحـت والقـاف والطـاء والراء المـهـمـلتـیـن. وضـبـطه الجزری فی الكامل بالباء الموحدة [8] لكن مشیختنا ضبطوه بالیاء المثناة تحت.

(لدة): اللدّة الذی ولد مع الإنسان فی زمن واحد.

(مدیة): بضم المیم السكین والجمع مدی.


[1] راجـع الكـافـي: 1: 465، ح 4، البـحـار: 44: 198، ح 14، وفـي 233 ذيل حديث 17 عن كامل الزيارات: 57، ح 4.

[2] الإصـابـة: 4: 59، وفـيـه: عـبـداللّه بن يقظة، والظاهر أنّه تصحيف في طبعات الإصابة الجديدة.

[3] فـي الإرشـاد والأخـبـار الطـوال: الحـصـيـن بـن نـمـيـر. وكـان مـن أشـدّ النـاس فـي قتال علي عليه السلام. راجع الكامل: 2: 452.

[4] القادسيّة: قرية قريبة من الكوفة من جهة البر. راجع معجم البلدان: 4: 219.

[5] الإرشاد: 2: 71، تاريخ الطبري: 3: 303.

[6] زبالة: منزل بطريق مكّة من الكوفة. راجع معجم البلدان: 3: 129.

[7] راجع الإرشاد: 2: 75.

[8] الكامل: 4: 42. وكذا في الطبري: 3: 303.